"ماء زمزم"...شراب طاهر ودواء لكل سقيم
السلام عليك
"ماء زمزم" من منا لم يدعو يوم أن يشرب من هذا البئر ، أو أن يرى ماءه التى تتدفق فى الأراضى المقدسة منذ أن أنهت ظمأ سيدنا اسماعيل عليه السلام هو وأمه عندما تركا وحيدين فى الصحراء ، فهل يحمل ماء زمزم أي قيمة وهل هناك أي حديث يدل على أن له أثر في الشفاء أو أن شرابه يجب أن تسبقه نية ، يجيب على سؤالنا العلماء الأجلاء فى السطور التالية :
"ماء زمزم من دلائل النبوة فى هذا الدين" هكذا يقول الشيخ أبو اسحاق الحوينى متسائلاً لما ذا لم ينضب هذا الماء ابداً وهو بئر ؟
فكل الابار تنضب سبحانه الله ، فماء زمزم بئر أجراه اليقين وقلله ضعف اليقين أى قلله البخل بمعنى أنه عندما ذهب سيدنا إبراهيم عليه السلام بالسيدة هاجر قالت : أين اتيت بى فى الصحراء فلما وجدت اصرار إبراهيم وعدم رده عليها قالت: لعل الله امرك بهذا .لأنه كيف بشخص كإبراهيم يترك ابنه وزوجته فى هذا الوضع فقال لها :نعم ، قالت :اذن لن يضيعنا الله دعنى مع الله.
يعنى لن يضيعنا سبحانه وتعالى هوالذى فجر ماء زمزم فعندما رأت ولدها أوشك على الموت وجف صدرها من اللبن وانفجر الماء من تحته قالت له : زمى حتى لا يتبعثر فى الصحراء فجعلت له مجرى فى الصحراء .الرسول الكريم يقول "رحم الله هاجر لو تركت الماء تجرى لعادت بلاد العرب مروج وأنهار"،ماء كثيرة تنبع ماء لا نعرف من اين تنبع يقال أنها روضة من رياض الجنة والحجر الأسود يمين الله فى الأرض لعل هذا البئر أيضاً من رياض الجنة .
فماء زمزم لما شرب له وماء زمزم ماء مبارك ، عندما أشربه أقول سبحان الله هذا ماء أنبته اليقين بالله وجعله بئراً بدلاً من أن يكون نهراً الخوف والبخل والتحويش ، "لا توعى فيوعى الله عليك" أنفق ينفق الله عليك هناك وقائع بان هناك مثلا أكل مغطى وكل ما يطلب منه نجد الكثير وفور ما كشف عنه انتهى سبحانه الله ماء زمزم لما شرب له لأنه آية اليقين ودليل اليقين .
ويقول الشيخ محمد يعقوب: اتفق أهل العلم رحمهم الله جميعاً على أنه يستحب للحاج والمعتمر خصوصاً وللمسلم في جميع الأحوال أن يشرب من ماء زمزم ، لما جاء عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم : " شرب من ماء زمزم " ، وفي حديث أبي ذر _رضي الله عنه_ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في ماء زمزم : " إنها مباركة إنها طعام طعم "
وفى رواية اخرى : " وشفاء سقم " ، بمعنى أن شرب مائها يغني عن الطعام ويشفي من المرض لكن مع الصدق كما ثبت عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه أقام شهراً بمكة لا قوت له إلا ماء زمزم .
وقد غسل الملكان قلب سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في صغره بعدما استخرجاه ثم رداه ، وهذا الغسل له حكمة وهى أن يقوى به -صلى الله عليه وسلم- على رؤية ملكوت السموات والأرض والجنة والنار لأن من خواص ماء زمزم أنه يقوي القلب ويسكن الروع ،وغسل صدر النبي -صلى الله عليه وسلم- بماء زمزم ثبت من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فرج سقفي وأنا بمكة ، فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ، ثم غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا ".
ياسبحانه الله صحيح ماء زمزم شراب الأبرار يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : صلوا في مصلى الأخيار واشربوا من شراب الأبرار قيل : ما مصلى الأخيار ؟ قال : تحت الميزاب قيل : وما شراب الأبرار ؟ قال : ماء زمزم وأكرم به من شراب ، فهو ليس مجرد بئر كبقية الآبار أنه فى المسجد الحرام بينه وبين الكعبة المشرفة ثمان وثلاثون ذراعاً ،وهو بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام التي سقاه الله تعالى منه حين ظمأ وهو رضيع ، فالتمست له أمه الماء ستنا هاجر فلم تجده ، فقامت تسعى مهرولة للصفا تدعوا الله تعالى وتستغيثه من أجل ولدها إسماعيل ، ثم وصلت للمروة ففعلت نفس الشىء الى ان بعث الله جبريل فهمز الطفل بعقبه في الأرض فظهر الماء .
أى عظمة من المولى وأى إيمان من العبد فهاهى هاجر تسلم أمرها لله الواحد القهار وتخضع لامر زوجها التى تركها وحيدة فى صحراء لا أكل ولا شرب ولا ونس ، ليت نساء المسلمين كلهم مثل هاجر فى طاعة أزواجهم ، والإيمان بربهم ، فلولا ايمان هاجر الشديد لما استجابت لكل هذا ولإيمانها الشديد ويقينها بأن هناك من سيرعاها هى ووليدها كافأها الله وبعث لها بئراً لا ينضب حتى يومنا هذا ، وجعل الصحراء التى لاأحد بها هى قبلتنا الآن وهى ملتقى حجاج بيت الله سبحانه الله.
ويقول الشيخ محمد حسان: روى الطبراني عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم، تفهموا معى هذا الحديث الشريف أي أن شرب مائها يغني عن الطعام ويشفي من السقام ،كما روى الأزرقي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال : تنافس الناس في زمزم في زمن الجاهلية حتى أن كان أهل العيال يفدون بعيالهم فيشربون فيكون صبوحًا لهم، وقد كنا نعدها عونا على العيال قال العباس : وكانت زمزم تسمى في الجاهلية شباعة .
وهو ماء لما شرب له جعله الله تعالى لإسماعيل وأمه هاجر طعاما وشرابا ، وهو هزمة جبريل و سقيا الله لإسماعيل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم حيث ان الله تبارك و تعالى ارسل جبريل الأمين إلى السيده هاجر أم إسماعيل الصابره بعد ان تركها نبى الله إبراهيم الخليل عليه السلام بجوار البيت العتيق والتى لم تكن قائمة وقتئذ ، بأمر الله تعالى وبعد أن فرغ منها الماء والزاد انطلقت تهرول بين الصفا و المروه تبحث عمن ينقذ ابنها الرضيع إسماعيل و بعد سبع أشواط أرسل الله جبريل فضرب الأرض بقدمه فنبع الماء و كانت بئر زمزم اسمعوا معى هذا الحديث :
حكى الدينوري عن الحميدي قال : كنا عند سفيان بن عيينة فحدثنا بحديث { ماء زمزم لما شرب له } فقام رجل من المجلس ثم عاد فقال : يا أبا محمد أليس الحديث الذي حدثتنا في ماء زمزم صحيحًا ؟ قال : نعم قال الرجل : فإني شربت الآن دلوا من زمزم على أنك تحدثني بمائة حديث فقال له سفيان : اقعد فقعد فحدثه بمائة حديث . ودخل ابن المبارك زمزم فقال : اللهم إن ابن المؤمل حدثني عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ماء زمزم لما شرب له ، اللهم فإني أشربه لعطش يوم القيامة .
لا اله الا الله ما أجملها نية عندما نشرب ماء زمزم لماذا لا نتفق جميعاً على ذلك ، أن نشربها ان شاء الله تعالى بنية ان يرحمنا من عطش يوم القيامة الذى لا ظمأ بعده تخيلوا اذا فعلتم ذلك ، اللهم آمين .
ولكن ماذا نقول إذا شربنا من ماء زمزم ؟
نقول : اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء .
يسأل الكثيرين عن جواز التزود بماء زمزم وأخذه الى بلاده التى أتى منها رغبة فى التزود منها او أن يهدى بها أحدا ، وهذا جائز كما ذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى ذلك حيث يستحب التزود من ماء زمزم وحمله إلى البلاد لانه شفاء لمن استشفى .
وكانت أم المؤمنين عائشة تحمل الكثير منه وذكرت ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم، وروى أنه كان -صلى الله عليه وسلم- يحمله وكان يصبه على المرضى ويسقيهم كما أنه حنك به الحسن والحسين -رضي الله تعالى عنهما- واستهدى به رسولنا الكريم سهيل بن عمرو فهذا جائز ، ولكن يجب ان ننتبه الى شىء وهو أن هذا الماء لايجوز استعماله فى مواضع الامتهان أى "ازالة النجاسة مثلاً" وذلك باتفاق الفقهاء ، وعلينا عند شربه أن نستقبل الكعبة ونسمى الله والتنفس ثلاثا وحمد الله بعد الفراغ
اللهم اسقنا جميعاً من ماء زمزم .