يحكى أن مجموعة من اللاجئين همت بالفرار من إحدى مناطق الحرب باختراق إحدى البقاع شديدة الوعورة في بلادهم ،
وبينما كان هؤلاء اللاجئون على وشك الرحيل اقترب منهم رجل عجوز ضعيف وامرأة واهية الصحة ،
تحمل على كتفها طفلا ، وافق قادة اللاجئين على أن يصطحبوا معهم الرجل والمرأة بشرط أن يتحملا مسؤولية السير بنفسيهما ،
أما الطفل الصغير فاللاجئون سيتبادلون حمله .
بعد مرور عدة أيام في الرحلة وقع الرجل العجوز على الأرض وقال إن التعب قد بلغ به مبلغه وأنه لن يستطيع أن يواصل السير وتوسل إلى
القادة أن يتركوه ليلقى مصيره ، ويواصلوا هم رحلتهم .
وفي مواجهة الحقيقة القاسية للموقف قرر قادة المجموعة أن يتركوا الرجل وراءهم ويمضوا هم في طريقهم .
وهنا وضعت الأم طفلها بين يدي الرجل العجوز ، وأخبرته بحزم أن دوره في حمل الطفل قد حان ! ، ثم لحقت بالمجموعة ،
ولم تنظر خلفها إلا بعد مرور مدة من الزمن .
لكنها حين نظرت خلفها وجدت الرجل العجوز الذي لم يكن يستطيع الوقوف والسير سنتيمترات إضافية يهرول مسرعا محاولا اللحاق بهم
وهو يحمل الطفل الصغير بين يديه !! .
ـ فما الذي حدث ؟
..
..
..
..
عندما وجد العجوز هدف جديد يستحثه على القيام قام ، وفجر بداخله قوة ظنها قد خارت وانتهت .
وأيقظ الطفل الصغير بداخله مشاعر القوة والحماسة والتصميم مرة أخرى.
من هنا نتعلم أن الشخص الذي أنهكه الفشل ، وحطمته الكبوات ،
وطوقته حبال الفتور والسأم غالبا ما يعاني من انعدام الهدف ،
ويحتاج حتما إلى صياغة هدف جديد يزيل حبل القنوط من حول عنق أحلامه وأمانيه .
وتعلمنا أن الخطر ـ كل الخطر ـ في أن نصغي لأي صوت بداخلنا يدعونا إلى الاستسلام ، والقعود ، وقتل الهمة.