. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
حَدِيثُ الْيَوْم / لـيـلـة الـنـصـف مـن شـعـبـان
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
--- --- --- --- ---
أعتذر على الإطالة في حديث اليوم فقط ،،،
(لـيـلـة الـنـصـف مـن شـعـبـان)
قال ابن رجب :
"وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اخـتُـلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها".
لطائف المعارف (261)
والحديث المروي في فضل ليلة النصف من شعبان هو حديث كما قال عنه فضيلة الشيخ المحدث/ أبو إسحق الحويني (يحتمل التحسين)، وضعفه بعض العلماء وحسنه بعضهم وصححه.
لكن في صحة الحديث كلام لأهل العلم، ولا يصح في فضل ليلة النصف من شعبان أي حديث.
عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".
وروي من حديث معاذ بن جبل وعائشة وأبي هريرة وأبي ثعلبة الخشني وغيرهم، ولا تخلو طريق من ضعف، وبعضها شديد الضعف.
ونزول الله تعالى إلى السماء الدنيا ليس خاصاً بليلة النصف من شعبان، بل ثبت في الصحيحين وغيرهما كما تم نشره سابقاً في سلسلة (حديث اليوم) أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة في الثلث الآخر من الليل نزولاً يليق بجلاله سبحانه وتعالى، وليلة النصف من شعبان داخلة في هذا العموم.
ولهذا لما سُـئِـلَ عبد الله بن المبارك عن نزول الله تعالى ليلة النصف من شعبان قال للسائل :
(يا ضعيف ! ليلة النصف !؟ ينزل في كل ليلة)
رواه أبو عثمان الصابوني في "اعتقاد أهل السنة" رقم (92)
وللفائدة اضغط هنا
قال الشيخ/ محمد بن صالح المنجد – حفظه الله :
لم يثبت في فضل ليلة النصف من شعبان خبر صحيح مرفوع يعمل بمثله حتى في الفضائل، بل وردت فيها آثار عن بعض التابعين مقطوعة، وأحاديث أصحها موضوع أو ضعيف جداً، وقد اشتهرت تلك الروايات في كثير من البلاد التي يغمرها الجهل من أنها تكتب فيه الآجال وتنسخ الأعمار ... إلخ.
وعلى هذا فلا يشرع إحياء تلك الليلة ولا صيام نهارها ولا تخصيصها بعبادة معينة ولا عبرة بكثرة من يفعل ذلك من الجهلة، والله أعلم.
قال الشيخ/ ابن جبرين – حفظه الله :
فإذا أراد أن يقوم فيها كما يقوم في غيرها من ليالي العام – دون زيادة عمل واجتهاد إضافي، ولا تخصيص لها بشيء – فلا بأس بذلك، وكذلك إذا صام يوم الخامس عشر من شعبان على أنه من الأيام البيض مع الرابع عشر والثالث عشر، أو لأنه وافق الخامس عشر يوم الاثنين أو الخميس، فلا بأس بذلك إذا لم يعتقد مزيد فضل أو أجر لم يثبت. والله تعالى أعلم.
--- --- --- --- ---
أسأل الله أن يرزقني وإياكم الفقه في الدين
وشاكر لكم حسن متابعتكم
وإلى اللقاء في الحديث القادم
"إن شـــاء الله"