عن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ".
* رواه أبو داود (4843) وحسنه النووي في "رياض الصالحين" (رقم/358) ، والذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/565) ، وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/434) ، والعراقي في "تخريج الإحياء" (2/245) وابن حجر في "تلخيص الحبير" (2/673) والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود".
(عون المعبود بشرح سنن أبي داود)
(إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ): أي: تعظيمه وتبجيله.
(إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ): أي تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام، بتوقيره في المجالس، والرفق به، والشفقة عليه،ونحو ذلك، كل هذا من كمال تعظيم الله، لحرمته عند الله.
(وَحَامِلِ الْقُرْآنِ): أي: وإكرام حافظه، وسماه حاملاً له لما يحمل لمشاق كثيرة، تزيد على الأحمال الثقيلة، قاله العزيزي.
وقال القاري: أي: وإكرام قارئه، وحافظه، ومفسره.
(غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ): أي: في القرآن.
والغلو: التشديد ومجاوزة الحد، يعني: غير متجاوز الحد في العمل به، وتتبع ما خفى منه واشتبه عليه من معانيه، في حدود قراءتهومخارج حروفه، قال العزيزي.
وقيل: الغلو: المبالغة في التجويد، أو الإسراع في القراءة بحيث يمنعه عن تدبر المعنى.
(وَالْجَافِي عَنْهُ): أي: غير المتباعد عنه، المعرض عن تلاوته وإحكام قراءته، وإتقان معانيه، والعمل بما فيه.
والجفاء: أن يتركه بعد ما علمه، لا سيما إذا كان نسيه، فإنه عد من الكبائر.
قال في النهاية: ومنه الحديث (اقرؤوا القرآن ولا تجفوا عنه): أي: تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته بأن تتركوا قراءته، وتشتغلوابتفسيره وتأويله.
ولذا قيل: (اشتغل بالعلم بحيث لا يمنعك عن العمل، واشتغل بالعمل بحيث لا يمنعك عن العلم).
وحاصله أن كلاً من طرفي الإفراط والتفريط المذموم.
والمحمود هو الوسط العدل المطابق لحاصله صلى الله عليه وسلم في جميع الأقوال والأفعال. كذا في "المرقاة شرح المشكاة".
(وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ): أي العادل. انتهى من "عون المعبود".
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب