نساء عظيمات - 40
( حقاً أنهن لنساء عظيمات)
فاطمة بنت علي - ست الملوك
مـــــقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فإن البحث في حياة العظماء عظيم، عندما يكشف الباحث عن شخصية عظيمة مغمورة، لم يقف المؤرخون على حياتها وأعمالها.
وشخصية ست الملوك فاطمة بنت علي بن الحسين المحدثة الحنبلية، و كان سبب اختياري لها إعجابا بكنيتها ست الملوك وتحيز هذه الكنية عن غيره من الكنى وألاقاب، وقد ظننت أول الأمر سهولة البحث في شخصية ست الملوك، ولكنني أعباني البحث، إذ لم أجد إلا النزر اليسير من المعلومات في المصادر والمراجع، وهذه المعلومات متشابه بل تكاد تكون متطابقة، وقد يرجع السبب في ندرة المعلومات عن الشخصيات النسائية لاعتبارات معينة في ذلك المجتمع، أو لكثرة عدد المحدثات والعالمات في عصرها، إضافة إلى قلة وسائل التدوين والتسجيل. ويكفيني أن كان لي شرف البحث عن هذه الشخصية، والوقوف على اسمها، وتاريخها، وبعض من درست عليه، وبعض من درس عليها في الفقه والحديث.
ويعد كتاب تاريخ علماء بغداد من أهم المصادر التي رجعت إليها في هذا الموضوع.
من هي سـت الملــوك؟
"هي فاطمة ابنة علي بن الحسين الواسطية الأصل، البغدادية، المدعوة ست الملوك، ابنة أبي نصر الحنبلية ".
شيوخها:
سمعت فاطمة العلم من عدد كبير من العلماء من أمثال أبي بكر محمود بن مسعود بن بهروز مسند الدارمي، والمنتخب من مسند عبد، وأجاز لها أبو الحسن محمد بن أحمد القطيعي و علي بن أبي بكر بن أبي بكر بن روزبة، و الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهرودي، و أحمد بن أبي السعود بن القميرة، وأحمد بن يعقوب المارستاني، والأنجب بن أبي السعادات الحمامي، وسعيد بن محمد بن ياسين، وعبد العزيز بن دلف، وعبد الملك بن أبي القاسم بن قينا، ومحمد بن سعيد بن الخازن، و محمد بن محمد بن السباك وعجيبة الباقدارية وحدثت.
تلاميذها:
" سمع منها أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن شامة، وأبو العلاء محمود بن أبي بكر الفرضي، وذكرها في معجمه، وسمع منها الأمام تاج الدين أبو الحسن علي بن سنجر بن السباك، و أبو الفضل عبد الأحد بن سعد الله بن نجيح الحرَّاني، والشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني، و أجازت أبي العباس أحمد بن محمد بن علي الكازروني، وحدَّث عنها بدمشق وقال: هي أخت شيخنا بالسماع العدل عز الدين محمد ".
صفاتها:
شيخة جليلة، عفيفة، زاهدة من بيت عدالة، أي أن أهلها كلهم عدول تقات لم يسمع عنهم شائنة. وترى الباحثة أن ست الملوك كانت مولعة بالعلم والتعلم، وطلب العلم، يدل على ذلك كثرة شيوخها ومن تعلمت على أيديهم، وكثرة من أجازها من العلماء والمحدثين. وترى كذلك أن ست الملوك كانت ذات سمعة طيبة بين الفقهاء والمحدثين، وكانت ثقة عدل بين العلماء؛ يدل على ذلك كثرة طلابها ومريديها من فحول العلماء، وكثرة من أجازتهم، وخاصة من العلماء كالسباك، والحراني، والقزوني.
وفاتها:
"توفيت - رحمها الله - في يوم الاثنين السابع من شهر ربيع الأول سنة 710هـ ، (1310 م) ببغداد، ودفنت من الغد بمقبرة الأمام أحمد"
إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ