الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم(2)
عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
يَوْمَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ:
(عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ حَتَّى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمْ الْآنَ).
ثُمَّ قَالَ: (اسْتَعْفُوا لِأَمِيرِكُمْ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَفْوَ).
ثُمَّ قَالَ:
(أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ:
أُبَايِعُكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَشَرَطَ عَلَيَّ "وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ" فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا، وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ إِنِّي لَنَاصِحٌ لَكُمْ).
ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ.
* رواه الـبـخـاري
( فتح الباري بشرح صحيح البخاري )
قَوْله : ( حَتَّى يَأْتِيكُمْ أَمِير ): أيْ: بَدَل الْأَمِير الَّذِي مَاتَ.
قَوْله : ( اِسْتَعْفُوا لِأَمِيرِكُمْ ): أيْ: اُطْلُبُوا لَهُ الْعَفْو مِنْ اللَّه.
قَوْله: (فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبّ الْعَفْو): فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْجَزَاء يَقَع مِنْ جِنْس الْعَمَل.
قَوْله : ( وَالنُّصْحِ ):
بِالْخَفْضِ عَطْفًا عَلَى الْإِسْلَام، وَيَجُوز نَصْبه عَطْفًا عَلَى مُقَدَّر.
أَيْ: شَرَطَ عَلَى الْإِسْلَام وَالنَّصِيحَة، وَفِيهِ دَلِيل عَلَى كَمَالِ شَفَقَة الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْله : ( لَنَاصِح ):
إِشَارَة إِلَى أَنَّهُ وَفَّى بِمَا بَايَعَ عَلَيْهِ الرَّسُول، وَأَنَّ كَلَامه خَالِص عَنْ الْغَرَض.
(فـائـدة)
* التَّقْيِيد بِالْمُسْلِمِ لِلْأَغْلَبِ، وَإِلَّا فَالنُّصْح لِلْكَافِرِ مُعْتَبَر بِأَنْ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَام وَيُشَار عَلَيْهِ بِالصَّوَابِ إِذَا اِسْتَشَارَ.
ومن أراد الاستزادة في شرح هذا الحديث فليتفضل بالضغط على كلمة هنا.
وأسأل الله لي ولكم التوفيق
وشاكر لكم حُسْن متابعتكم
وإلى اللقاء في الحديث القادم
"إن شـاء الله"